يُعتبر الكتاب المقدس وحيًا إلهيًا. يؤمن المسيحيون أن الله استخدم كتّابًا بشرًا ليكتبوا رسائلهم، لكنهم كانوا مُلهمين من الروح القدس. كما ورد في الكتاب المقدس:

"لأَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ كَتَبَهَا اللَّهُ مُلْهَمةٌ، وَمَنْفَعَةٌ لِلْتَّعْلِيمِ، وَلِلْتَّوْبِيخِ، وَلِلْتَّقْوِيَةِ، وَلِلْتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" (2 تيموثاوس 3: 16).

هذا يُشير إلى أن الكتابات ليست مجرد كلمات بشرية، بل هي وحي إلهي. كما يُؤمن المسيحيون أن الإنجيل يحمل رسالة الخلاص والفداء التي أُعلنت من خلال يسوع المسيح، وهو محور الإيمان المسيحي.

ومع ذلك، هناك آراء مختلفة حول طبيعة الوحي. بعض النقاد يرون أن الكتاب المقدس هو نتاج ثقافي وتاريخي، ويعكس الأفكار والمعتقدات السائدة في عصره. لكن بالنسبة للمسيحيين، يبقى الإنجيل كلمة الله الحية، التي تُعبر عن إرادة الله للبشر.

هناك عدة أدلة يمكن تقديمها لدعم فكرة وحي الكتاب المقدس، ومنها:

1. **الإلهام الروحي**: يُشير العديد من المسيحيين إلى أن الكتاب المقدس يُظهر تأثير الروح القدس في حياة الكتبة. هذه الإلهام يُعتبر دليلاً على أن الكتابات ليست مجرد أفكار بشرية، بل هي رسالة من الله. كما ورد في سفر بطرس الثانية: "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نَبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أَقْدَاسُ اللَّهِ كَأَنَّهُمْ مُحَفَّزُونَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2 بطرس 1: 21).

2. **التحقيق التاريخي**: يُظهر الكتاب المقدس دقة تاريخية في الأحداث والأماكن والأشخاص. العديد من الاكتشافات الأثرية تدعم ما ورد في الكتاب المقدس، مما يُعزز مصداقيته. على سبيل المثال، تم اكتشاف العديد من النقوش الأثرية التي تشير إلى ملوك وأحداث ذُكرت في الكتاب المقدس.

3. **التنبؤات**: يحتوي الكتاب المقدس على العديد من التنبؤات التي تحققت، وخاصة في حياة يسوع المسيح. هذه التنبؤات تُعتبر دليلاً على أن الكتاب المقدس ليس مجرد عمل بشري، بل هو وحي إلهي. على سبيل المثال، تنبؤات العهد القديم حول مجيء المسيح وموته وقيامته.

4. **التأثير الروحي**: يُعتبر تأثير الكتاب المقدس على حياة الأفراد والشعوب دليلاً على طبيعته الإلهية. الكثير من الناس شهدوا تحولًا جذريًا في حياتهم من خلال قراءة الكتاب المقدس وتطبيق تعاليمه، مما يُظهر قوته الروحية.


** الكتاب المقدس ** هو مجموعة من النصوص الدينية التي يُعتبرها المسيحيون وحيًا من الله. يُقسم الكتاب المقدس إلى قسمين رئيسيين: العهد القديم والعهد الجديد.

العهد القديم
يتضمن العهد القديم مجموعة من الكتب التي تتناول تاريخ الشعب الإسرائيلي، تعاليم الله، والأنبياء. تشمل هذه الكتب: التوراة (الأسفار الخمسة الأولى)، كتب الأنبياء، والكتب الشعرية والحكمة. يُعتبر العهد القديم جزءًا من الكتاب المقدس لدى اليهود أيضًا.

العهد الجديد
يحتوي العهد الجديد على الكتب التي تتعلق بحياة وتعاليم يسوع المسيح، وكذلك رسائل تلاميذه. من أهم الكتب في العهد الجديد: الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا)، سفر أعمال الرسل، ورسائل بولس الرسول. يُعتبر العهد الجديد أساس الإيمان المسيحي، حيث يُظهر كيفية تحقيق وعد الله بالخلاص من خلال يسوع المسيح.


يُعتبر الكتاب المقدس مرجعًا روحيًا وأخلاقيًا للمسيحيين، حيث يحتوي على تعاليم الله، المبادئ الأخلاقية، والقصص التي تُعلم المؤمنين كيفية العيش وفقًا لإرادة الله. يُستخدم الكتاب المقدس أيضًا في العبادة، التعليم، والدراسة الشخصية.
بشكل عام، يُعتبر الكتاب المقدس دليلاً لحياة المؤمنين، ويُعبر عن علاقة الله بالبشر، ويُظهر خطة الخلاص التي أعدها الله للبشرية من خلال يسوع المسيح.